يسهل التقليل من شأن التحذير الذي وجّهته حنّة أرنت في «أصول التوتاليتارية» حول قابلية نشوء نظام توتاليتاريّ في الهند. فالإلتفات إلى التطوّر الإجماليّ الذي عرفته الديمقراطية الهندية، منذ الاستقلال عام 1947 إلى اليوم، لا يوحي كثيراً بأنّ هذا التحذير كان له ما يبرّره.
هذا لا يلغي صعوبة المسار الذي سلكته التعددية الحزبية والسياسية لتقليص الهيمنة المديدة لحزب المؤتمر ولدمقرطة حزب المؤتمر نفسه. كما لا يلغي مفارقة أنّ الحزب الرئيسيّ الذي تمكّن من مناهضة حزب المؤتمر وبالتالي توسيع الإمكان الديمقراطيّ في هذا الإتجاه، كان حزب الأصولية الهندوسية المنهمك بـ«التأصيل» الهزليّ في أحيان كثيرة لأسماء المدن والشوارع ومحطات القطارات.