حين تلتقي مخبولاً، دعه ينظر في عينيك، انظر فيهما. يُنسيك وجهك، وتنساه. فكلما تمسكت به، قضى عليك، والوجع نزل في جسمك كعمود مكهرب، تدور ”أناك“ داخله وحوله. تخلص منها سريعاً، فهي مجرد عادة من العادات، افتحها، اسمح للصوت، الذي تسمعه، أن يشقها، بنبرته الغامضة، الخشنة، والحادة.
إذا كان التاريخ حمّال أوجه، بالمعنى المجازي للعبارة، فقد يكون كذلك بالمعنى الحرفي لها. ذاك أن التغيّرات التي عرفها شكل الوَجه، أو ”موديله“ إن صحّت الكلمة المعرّبة عاميّاً، بامكانها ان تكون دليلاً غير مباشر على التطورات التاريخية التي شهدتها البلاد. بيد أن الأهم من ذلك أنّه بامكانها ان تشير الى الحالة النفسية والمزاج العام للناس في مراحل معينة وتأثر هذا المزاج بالحدث التاريخي ونوعية الحياة السياسية، إضافة الى التاثيرات الثقافية الناجمة عن المؤسسات التعليمية والدينية.
تقلّبت بقاع كثيرة من العالم الإسلاميّ، لا سيّما منها المنطقة العربيّة، ولأكثر من نصف قرن، بين المؤسّسة العسكريّة والإسلام السياسيّ اللذين تمكّنا واستوليا على مستويات الوجود الاجتماعيّ الكثيرة. فالسلطات السياسيّة وأجهزتها الأمنيّة كانت مُستَقَرّ الجيوش من دون أن تُعدم هذه الأخيرةُ القوّةَ في دواخل المجتمعات وتضاعيفها. هكذا أتيحت للعسكريّ جمال عبد الناصر قوّة شعبيّة جبّارة، وحظي عسكريّ كعبد الكريم قاسم بقوّة ملحوظة، وهو ما تمتّع به أيضاً صدّام حسين الذي أقام أحد أعتى الأنظمة الأمنيّة من دون أن يصدر هو نفسه عن صفوف الجيش والأمن.
سحبونا من سيارتنا ورمونا بصندوق سيارة ستايشن وقَلَّعوا بسرعة جنونية. كان مستحيل نعرف لوين سايقين فينا. شوي بيقول الرفيق أوليغ ”يبدو إنّو وظيفتنا بلبنان انتهت“. قلتلو “خلّينا نتمنا إنو اللي انتهى هوي وظيفتنا وما شي تاني”. بعد ما قلت هالجملة، حلّ الصمت بيناتنا، ولفترة طويلة ما حدا منّا نطق بحرف.
تعرفنا إلى پول غيراغوسيان (1925-1993) أكثر مما كنا نعرفه في المعرض الاستعادي الذي أقامته مؤسسة پول غيراغوسيان في مركز بيروت للمعارض بين 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 و 6 كانون الثاني (يناير) 2014 والذي نظمه الثنائي سام بردويل وتيل فيلراث من مؤسسة Art Reoriented. لكننا ما زلنا لا نعرفه كما نود أن نعرفه الآن وقد أصبح شخصية تاريخية نحتاج إلى معرفتها من خلال سيرتها الذاتية المدعمة بالوثائق والمراجع، وهو ما يعدنا به الثنائي بردويل وفيلراث بالتعاون مع أولاد الفنان الراحل الذين أسسوا مؤسسة پول غيراغوسيان وجمعوا كماً هائلاً من الوثائق والصور والاسكتشات واللوحات وبدأوا بترتيبها تمهيداً لجعلها متاحة للباحثين والدارسين لسيرة وفن هذا الفنان العالمي القادم من بيروت والمجبول بكل الهويات المأساوية التي شهدها شرقنا الأوسط في القرن العشرين، من أرمنية ذبيحة إلى فلسطينية مقتلعة من جذورها إلى عربية مهزومة ومقطعة الأوصال، فإلى الهوية اللبنانية التي ما زالت تعاني من صراعها مع ذاتها لتعريف ذاتها.
تزعم هذه السطور أن الحراك الذي يشهده المشرق العربي يتجاوز في عمقه الثورات إذا اعتبرت هذه انتقالا من نظام سياسي إلى آخر فقط. وتصل الى عملية تفكيك وتركيب لكل المنطقة بما فيها من دول ومجتمعات وهويات وايديولوجيات وثقافات.
في الأيام الأولى من الربيع العربي، خيمت النقاشات المتعلقة بالأهمية النسبية للعوامل الاقتصادية، قياساً بالسياسية، على تلك المتعلقة بدوافع الاحتجاجات الجماهيرية في مختلف أنحاء المنطقة. غير ان العوامل الاقتصادية هذه لا تحمل قيمة تأويلية كبيرة. ففي العقد السابق، لم يكن النمو الاقتصادي منخفضا في بلدان "الثورة" ، إذ راوح في معدله السنوي بين 4 و5؟ من الناتج المحلي الإجمالي - وإن لم يصل إلى مستويات النمو الآسيوي ثنائي الخانة، الذي كان مرجوا لاستيعاب ازدياد عدد الشبان في سوق العمل. في منظور مقارن بين بلدان المنطقة، كانت البطالة مرتفعة بين شبان العالم العربي، لكن هذا لم يكن تطورا جديدا، وبالتالي هو لا يفسر توقيت الاحتجاجات. وضع الاقتصاد الكلي كان أيضا مستقرا نسبيا، مع تقلص العجز في الميزانية والحساب الجاري، ومستويات ديون معقولة، واحتياطيات دولية مريحة. الركود العالمي لعام 2008، تزامنا مع أزمتي النفط والغذاء، لم يؤثر على المنطقة، ففي حين تباطَأ النمو بعد 2008، فإنه تعافى بحلول 2010. وفي 2011، أي عشية الثورات، لم يكن هناك أي صدمة اقتصادية محددة يمكن الاشارة اليها كمسبب مرشح لاشعال الانتفاضات.
تناغم مثمر
[1]في صيف العام 2007، اتصلت بي إحدى المسؤولات الناشطات من منظَّمة "كفى عنف واستغلال"، لتطلب إليّ القيام بدراسة تتناول "قتل النساء" (femicide). وقد حدّدت المنظَّمة مجتمع الدراسة: قالت إنها ترغب بدراسة المسألة بواسطة وثائق محاكمات قتلة النساء في لبنان.
حين طُلب مني الكتابة عن الرقص، استغربت. فمن غير المألوف أن يهتمّ أحد بموضوع الرقص في بلدنا، وكان سؤالي: لماذا أكتب وعمّاذا أكتب؟ للوهلة الأولى، أردت أن أرفض لعدم قدرتي على الحديث عن موضوع هو بالنسبة إليّ حسّي بالدرجة الأولى. وتحويل الحسّيّ إلى كلام صعب. لكنني أدركت مدى أهمية أن أكتب ولو نصّاً مقتضباً عن رقصي، المعروف بالرقص الشرقي، والذي أحب أنا أن أسميه الرقص البلدي تيمّناً بتسمية المصريين له.
لم يترك الاهتمام بانهيار الأنظمة الشيوعيّة في أوروبا الوسطى والشرقيّة، مع نهاية الحرب الباردة، كبير مكان للاهتمام بما أصاب الأحزاب الشيوعيّة في أوروبا الغربيّة.
والحال أنّ سقوط جدار برلين، معطوفاً على تحوّلات داخليّة في البلدان الأوروبيّة، تكفّلَ بإنهاء الشيوعيّة في كلّ من إيطاليا وفرنسا، حيث شكّلت أحزاب المنجل والمطرقة، منذ الحرب العالميّة الثانية على الأقلّ، جزءاً عضويّاً من الحياة العامّة للبلدين المذكورين. هكذا نشأ الواقع الجديد، المهول قياساً بسابقه، مجسّداً في خلوّ أوروبا الغربيّة من الشيوعيّة، وتحديداً من حزبيها الأكبر: الإيطاليّ، الذي صار اشتراكيّاً ديموقراطيّاً، والفرنسيّ الذي ضمر وانكفأ إلى هامش ضيّق.
«حاولتُ الكتابة»، قالت المرأة، «لكنني بادئ ذي بدء لستُ بكاتبة. ثانياً، لن أقوى على كتابة هذه القصة حتى لو كنتُ كاتبة. لحظة الشروع بالكتابة - وقد حاولتُ مراتٍ عديدة - يبدأ قلمي الحبر بتشطيبات بشعة على الورقة. لم أتعلمْ قط استخدام الآلة الكاتبة. لقد تربيتُ على نحو لم أمتلك معه أية مهارات في الأمور التقنية. لا أستطيع قيادة سيارة. لا أستطيع تغيير صمّام كهرباء. حتى العثور على القناة الصحيحة في جهاز التلفزيون مشكلة بالنسبة إليّ».
هل ولدت شاعراً. يلقي الشعراء تبعات شاعريتهم على كواهل النجوم والحظوظ والمصادفات. إذ لا يصدق أحد أن المرء يختار نفسه شاعراً، وأنا لا أختلف عنهم في ذلك. لم أختر نفسي شاعراً فذلك ليس خيار أحد لكني اخترت نفسي ناثراً فالنثر يُختار. ولدت في بيت ليس فيه سوى الكتب والكلام وعليه فقد تمرسنا بالكلام بسرعة تتعدى أعمارها والتمرس بالكلام ببساطة نثر وفن الكلام هو النثر.
قبل أن يهدأ العصف الذي يخضّ غير بلد عربيّ، وترسو الانتفاضتان المصريّة والسوريّة على حال، سيكون من الصعب وصف المحطّة الراهنة التي ابتدأ السير إليها في أواخر أيّام 2010. لكنّ جردة سريعة للتطوّرات تسمح بالقول إنّ هذا العالم العربيّ سوف يتكشّف عن عالم جديد مختلف كلّ الاختلاف عمّا عشنا وعرفنا. أمّا الذهاب أبعد في وصف ماهيّة الجدّة والاختلاف هذين، تبعاً للأشكال والنُظم السياسيّة، وللعلاقة بين قطاعات السكّان وفئاتهم، فيمنعه التباس وتداخل لا يزالان الملمح المشترك الأبرز بين التجارب المعنيّة، وإن تفاوتت الأسباب التفصيليّة لذلك بين بلد وآخر.
حين تعرفت في أزمنتي الذهبية إلى أناس غير سوريين، أناس من بلدان إشكالية عرفت نزاعات واضطرابات وقتل، كنت أتعجب كل مرة وبنفس القدر: «كيف حدث أن بقوا على قيد الحياة ؟!»، كيف يمكن لنادرة البوسنية أن تكون على قيد الحياة بعد الحرب اليوغسلافية، وكيف يمكن لنعيمة الجزائرية أن تكون قد نجت من تفجيرات جامعة الجزائر وهي التي أتمت دراستها في منتصف التسعينات في الجزائر العاصمة؟ إدراك طفلي للأشياء، يجهل القوانين الديموغرافية فيصبح من نعرفه هو البلد ويصبح شراء ذلك الشخص للخبز في الصباح نافياً قطعياً لوجود أزمة في البلد.
يُعدّ الشعب الفلسطيني الشعب العربي الوحيد الذي تنقصه دولة وطنية، وتواجه مكوناتُه المتعددة ظروفاً وأوضاعاً مختلفة نجد بينها سيطرة الاستعمار الاستيطاني وفرض الحصار الخانق وممارسة التمييز القومي والعنصري والتعرض لمقتضيات حالات اللجوء والشتات والمنفى. وهكذا، فإن القضية الوطنية لا تنفصل عن القضية الديمقراطية. ومنذ 1993، عملت اتفاقات أوسلو على مأسسة تشتت الشعب الفلسطيني.
الثورة حلَبة واسعة تتّسع للجميع. انها الحضن الدافئ، المضياف، السخي. انها زمن الغبطة والأمل والحلم. انها العيد، أو «الكرنفال»، كما وصفها بعضهم. كم من المشتركين فيها عبّروا عن سعادتهم بها، عن ولادتهم الجديدة، عن انبعاثهم، بفضلها، من بين الأموات؛ كم منهم بكى فرحا بها وابتهاجا.
مئات الصفحات كي يقول العشبةُ ماتت
كي يقول القمرُ نام،
مئات الصفحات كي يقول خُذِ الشمعة
إنها في الزاوية هناك، مطفأة
أشعِلْها بأنفاسك إنْ شئتَ أو أَبقِها مطفأة وإنْ شئت
ارْمِها،
وسط هذا الدمار الرهيب، يافطة نظيفة بيضاء عُلّقت على الجزء المُتبقي من الجدار المتكسّر. تقع اليافطة تماماً في وسط الصورة. خُطّ على قماشتها بالأحرف العربية التالي: «انتقل محل فاعور للألبسة إلى الرويس مقابل محفوظ ستورز». أُخذت هذه الصورة بعد انتهاء الحرب التي شنّتها الحكومة الإسرائيلية على لبنان في تمّوز 2006. نرى فيها بعض المباني الواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت والمتاخمة للمربع الأمنيّ التابع لحزب الله مدمرةً بشكل كليّ. لا تُظهر الصورة سوى هذا الركام الذي فوقه ركام، والأحجار التي فوقها أحجار؛ واليافطة في الوسط.
مساء الخميس 10 فبراير غادرت بيتي مسرعة للّحاق بما ظننته احتفالات بتنحي مبارك. كنت قد قضيت النهار بكامله في ميدان التحرير، وفي حوالى الخامسة مساءً عدت إلى بيتي، لكن عندما تتالت أخبار وتكهنات عن أن مبارك سوف يعلن تنحيه عن السلطة في خطابه الذي سوف يلقيه بعد قليل، قررت الرجوع إلى الميدان للاحتفال مع المحتفلين هناك لأن المكان أصبح أيقونة ورمزاً للثورة رغم أنها تعدّته لتنتشر في كل أنحاء مصر.
مخيّلاتنا مسكونة بالأشباح. هنا نتائج استقصائي للأشباح المألوفة التي تطمئن، ولتلك الكسولة التي تحيلنا مشاكسين، وفوق كلّ شيء آخر، للأشباح المخيفة التي تثبّط عزيمتنا. فالماضي يجثم علينا، لكنّ الناس، بين وقت وآخر، يغيّرون رأيهم في ما خصّ الماضي. وأنا أريد أن أُظهر أن الأفراد، في يومنا هذا، يسعهم أن يكوّنوا رأياً غضّاً، أكان في ما يتّصل بتاريخهم الشخصيّ أو في ما يتعلّق بمجمل السجلّ الإنسانيّ من حيث القسوة وإساءة الفهم والفرح. فلامتلاك رؤية جديدة عن المستقبل، من الضروريّ دائماً امتلاك رؤية جديدة عن الماضي.
بدأنا العمل على معتقل الخيام في منتصف التسعينات، وذلك لأسباب سياسية وإنسانية في المحل الأول. وبمبادرة من ميراي قصار وآخرين بينهم رندة ونهلة الشهال وشيرين طنوس وهدى قصار، أنشئت لجنة لتحرير سهى بشارة. وبعدما انضمّ إلينا مثقفون وباحثون ومحامون وناشطون في منظمات انسانية، استمر العمل سنوات عدة الى ان تم تحريرها عام 1998. بعد ذاك مضى العمل بهدف تحرير الأسرى الآخرين واستمر حتى تحرير الجنوب وتفكيك معتقل الخيام في أيار (مايو) 2000.
قُتِل رياض الصلح وهو في السابعة والخمسين من سنيه. وفي السنوات الأخيرة من حياته، كان يحصل منه أن يذكّر صغار السنّ من زملائه النوّاب بـ "سنـّ"ـه و "تجاربـ"ـه وقَصْدُہ أن يَحْملهم على الرويّة. كان تبكيرُہ إلى النضال السياسيّ وتَرْكه هذا النضال (المسمّى "جهاداً" في تلك الأيّام) يشغل حياته بلا حدّ يبيحان له أن يتكلّم وكأنّما هو في السبعين أو في الثمانين. هي أربعون سنةً عَبَرت من دارسِ الحقوق في مكتب استانبول السلطانيّ إلى رئيسِ حكومة لبنان المقتول في عمّان بعد أشهرٍ من مغادرته كرسيّ الحُكْم. وهو قد جرّب فيها كثيراً. جرّب الاعتقال والحُكْم بالإعدام وجرّب النفي إلى موضعٍ بعينه ثمّ إلى آفاقٍ عريضة ومُدُنٍ كثيرة يتقلّب بينها. جرّب الجلوسَ مع عظماء العالم ومجاذبتَهم وجرّب الجلوس مع قبضايات بيروت وصيدا ومباسطتهم. وكان صحافيّا وهو سياسيّ وأمضى ساعاتٍ لا تُحصى في مكاتبِ صحفٍ كثيرة يقرأ ويسمع ويتحدّث. وكانت بطانته المقرّبة، في معظمها، من الصحافيّين. ولم يتيسّر لأحدٍ غيره من ساسةِ لبنان ما تيسّر له من ولاء الصحافة في عاصمتها اللبنانيّة وفي عواصمها العربيّة وفي ما هو أبعد من ذلك أحياناً. وكان سياسيّاً وهو محامٍ، وفي السنوات القليلة التي اتّخذ لنفسه فيها مكتباً للمحاماة لم يكد يزاول في ذلك المكتب غَيْرَ السياسة. وهو كان مقصوداً لم يحتجب عن الناس في أيّام حُكْمِه ولا في غيرها. وحين كان – وهو الكتوم الحذر – يريد الخلوة والمسارّة، قبل أيّام الحكم، كان يتّخذ لنفسه مجلساً في حجرةٍ خلفيّة ملحقة بمحلٍّ تجاريّ لأحد أصحابه يوسف الصدّي، أَطْلَق عليها اسم "العلّية الصهيونيّة" تيمّناً بتلك التي التقى فيها المسيح تلامذته في القدس قبل صلبه بليلة.
لمن ولماذا؟[1]
في مطلع مقدمة كتابها الرجل والجنس[2] (الصادر في العام 1976)، تقول نوال السعداوي إن فكرة كتابة بحث علمي عن "الرجل والجنس" لم تكن في ذهنها؛ لكن ما إن صدرت كتبها السابقة[3] حتى أصبح الرجال هم الأغلبية من ضمن الذين يطلبون منها "الرأي والمساعدة لعلاج مشكلاتهم النفسية والجسدية".
الفصل الأول
الصورة الأولى
صف ع جنب. طفّي السيّارة. نزال ع الأرض. اعطيني الكاميرا.
هويتك. وراق السيّارة. رخصة السواقه.
افتاح الصندوق. التابلو. اعطيني الكاميرا.
وين ساكن؟ من وين بالأصل؟ شو بتشتغل؟ وين بتشتغل؟
صحافي؟ مسرحي؟ ممثل؟ وين بتمثل؟