الحاج حسين الطحّان أحبّ صوت أم كلثوم في ذات ليلة من سنة 1935. أتاه صوتها من الراديو، «لذيذاً»، فعشقه كما يحدث لمن يأتيه العشق من النظرة الأولى. قبل ذلك لم يكن يحبّ الرقص، ولا الغناء الجديد. يحبّ فقط «الموسيقى القديمة من أيّام أجدادنا»،هكذا بما يذكرّنا بأنّ أهل ذلك الزمان كانوا يقفون مثلنا على ذلك المفترق بين ماضيهم الذي يعرفونه وحاضرهم الذي لا يفهمونه. كما يعلمنا بأنّ هناك طرازاً من الغناء قديماً سبق وجوده ما نصنّفه نحن بالغناء القديم.